(3) حينما يتحول الزنا إلى فضيلة
د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ - مصر
هناك حقيقتان أساسيتان أشار إليهما المفكرون الإسلاميون في شؤون الإنسان والمجتمع منذ أكثر من نصف قرن مضى.‏

الحقيقة الأولى :‏
أن الجماعة قد تضل وتنحرف، وتروج فيها المقاييس الباطلة، ولهذا يستلزم الأمر وجود مقياس ثابت ترجع إليه الجماعة ما ‏يرجع إليه الفرد على السواء، ولا بد من قيم معترف بها مستمدة من هذا المقياس يقاس بها الخطأ والصواب .‏
‏ هذا المقياس ليس هو تقديرات الناس وأعرافهم وأهواءهم وشهواتهم المتقلبة التي لا تثبت على حال، إنه مقياس ثابت أولا، ‏ولا بد فوق ثباته ثانيا، أن يستند إلى قوة يستمدها من جهة أعلى من اصطلاحات الناس، ومن مقتضيات حياتهم المتغيرة: إنه ‏دين الله وشريعته، الذي لابد للمجتمع من أن يعترف به ويتحاكم إليه بدلا من أن يسخر ويهزأ به ويستنكره.‏

الحقيقة الثانية :‏
‏ أن أي مجتمع لا يخلو من الشر والفساد ومن الأشرار والمفسدين، لكن طبيعة المجتمع الصالح أنه لا يسمح للشر والمنكر ‏أن يصبح عرفا مصطلحا عليه، أو أن يصبحا شيئا سهلا يجترئ عليه كل من يهم به ، فعندما يصبح فعل الشر أصعب من ‏فعل الخير ويصبح الجزاء على الشر رادعا وجماعيا تقف الجماعة كلها في مواجهته وتوقع العقوبة الرادعة عليه ، عندئذ ‏ينزو...